اليمن: واشنطن ولندن تدينان العنف ضد المتظاهريناليمن: قتلى وجرحى في اشتباكات بصنعاء وتعز
أكدت مصادر طبية لبي بي سي ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات يوم الثلاثاء بين أنصار الحزب الحاكم وجنود الفرقة المدرعة الأولى في صنعاء الى ستة قتلى بعد وفاة أحد الجرحى في المستشفى متاثرا بجراحه.
.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"
أحدث إصدارات برنامج "فلاش بلاير" متاحة هنااعرض الملف في مشغل آخراعلن المتحدث باسم البيت الابيض الثلاثاء ان الولايات المتحدة "تدين بقوة" اعمال العنف الحكومية ضد متظاهرين في اليمن.
كما دعت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة اليمنية إلى التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل ردا على سؤال حول احتمال تعليق المساعدة العسكرية لليمن "على حد علمي، هذا غير مطروح، ونحن نتابع الوضع عن كثب. الأمور تتطور بسرعة كبيرة".
وأعربت واشنطن يوم الاثنين عن خشيتها من ان يستغل تنظيم القاعدة الفراغ السياسي في اليمن بعد ان كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الحكومة الامريكية تفكر في سحب تأييدها لعلي عبدالله صالح تسهيلا لرحيله.
وأدان موريل في المقابل استمرار أعمال العنف في اليمن والتي ادت إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في العاصمة صنعاء ومدينة تعز.
وقال المتحدث إنه كلما مر الوقت سيزداد الموقف صعوبة، و"لهذا نحث الحكومة على التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن".
"عنف اعمى"وادانت لندن ما اعتبرته "عنفا اعمى" تمارسة قوات الامن ضد المحتجين اليمنيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه "مصدوم من الانباء التي تحدثت عن سقوط قتلى واصابة جرحى جدد في اليمن" خلال اليومين الماضيين.
ودان هيغ، في بيان صدر عنه وزارة الخارجية "العنف الاعمى" الذي تمارسه قوات الامن اليمنية ضد المتظاهرين في تعز والحديدة وصنعاء، داعيا الرئيس صالح للوفاء بعهوده في ضبط النفس والاعتدال في استعمال الذراع الامنية.
وطالب هيغ السلطات اليمنية "التحرك باقصى سرعة للتجاوب مع المطالب المشروعة للتغيير السياسي في البلاد وتطبيق الاصلاحات الضرورية".
واوضح البيان ان "عملية انتقالية طويلة قد تفاقم من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتؤدي الى موجات جديدة من العنف لا طائل منها".
وقال هيغ: "على الرئيس صالح ان يقول بوضوح انه مستعد للبدء فورا في عملية شاملة للانتقال السياسي"، داعيا الى وضع خريطة طريق من اجل "انتخابات حرة ومتوازنة".
قتلى وجرحىوقد أكدت مصادر طبية لبي بي سي ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات يوم الثلاثاء بين أنصار الحزب الحاكم وجنود الفرقة المدرعة الأولى في صنعاء الى ستة قتلى بعد وفاة أحد الجرحى في المستشفى متاثرا بجراحه.
وتقول المصادر إن القتلى أربعة من وفد قبلي كان يقود وساطة بين الرئيس واللواء علي محسن الأحمر واثنان من جنود الفرقة المدرعة.
و أفاد مراسلنا عبدالله غراب بأن قوات الجيش الحكومية أطلقت النار على مظاهرة بالقرب من ساحة التغيير مما أدى إلى سقوط قتل وعدة جرحى، بينما تدخلت قوات الفرقة الأولى لحماية المحتجين.
وتقول الرواية الرسمية للحادث إن وفدا قبليا يضم وجهاء من قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس واللواء علي محسن الأحمر قابل الرئيس صباح اليوم في (دار الرئاسة) في اطار وساطة قبلية للتوفيق بين الرئيس واللواء علي محسن.
وقال بيان صادر عن مكتب الأحمر ان "الأمر يبدو محاولة لاغتيال محسن ومجموعة من شيوخ القبائل".
اضاف البيان انه عندما حضر اللواء محسن الأحمر لمقابلة الوجهاء ظهرت في سماء الفرقة طائرتا ميغ 29 في وضعية قتالية.
وقال إن القوات الموالية لصالح باشرت على الفور بإطلاق النار على شيوخ القبائل وأفراد الفرقة المدرعة وباتجاه المكان الذي وصل اليه اللواء علي محسن ومعه الوسيط أحمد إسماعيل أبو حورية.
قتل 15 شخصا الاثنين في تعز
وقد اعترضت قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب مسيرة حاشدة لعشرات الالاف من الشبان في صنعاء ومنعتها من التقدم باتجاه المستشفى الجمهوري لتعود الى ساحة التغيير.
وتقول مصادر من داخل المسيرة إن جدارا بشريا ضخما من قوات مكافحة الشغب معززا بآليات رش المياه وعربات مدرعة أوقفت المسيرة في تقاطع شارع بغداد مع شارع الزبيري ومنعت تقدمها بينما وقف مسلحون يرتدون ملابس مدنية خلف قوات الأمن المركزي في جسر الزبيري وسط أنباء عن مضايقات يتعرض لها المتظاهرون من قبل أنصار الحزب الحاكم.
واكتفى المتظاهرون برمي الورود على قوات الأمن المركزي، وقال عبد الملك اليوسفي أحد قيادات ما تعرف بثورة التغيير السلمي تعليقا على ذلك إن قوات الأمن المركزي هم اخوان للمعتصمين وجزء من الشعب ودعاهم للانحياز الى الشعب.
ومنعت قوات الأمن مسيرة حاشدة للمعلمين من التوجه الى مجلس الوزراء احتجاجا على عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم بمستحقات مالية مؤجلة.
وأوقفت قوات الأمن مسيرة المعلمين بحاجز بشري كبير من قوات مكافحة الشغب والاليات العسكرية على بعد مئات الأمتار من ساحة التغيير بصنعاء بعد انطلاقهم منها.
قناصةكما أفاد مراسلنا في اليمن بأن مسلحين يرتدون ملابس مدنية اعتلوا اسطح بعض البنايات المجاورة لساحة الحرية بمدينة تعز وقاموا باطلاق نار كثيف باتجاه المعتصمين في الساحة.
و أصيب عشرات المحتجين بالرصاص اليوم الثلاثاء مع تجدد اعمال العنف في تعز.
وأفاد شهود أن مروحية طافت فوق المدينة والقت قنابل مسيلة للدموع.وأضاف الشهود أن قوات الأمن اليمنية وأشخاصا بملابس مدنية أطلقوا النار على المحتجين.
وقالوا إن المئات من قوات الأمن هاجموا عشرات آلاف المحتجين، وان أشخاصا بملابس مدنية يعتقد أنهم من رجال الأمن استخدموا العصي والخناجر، ورد المحتجون برشق المهاجمين بالحجارة.
وأكد مدير المستشفى الميداني في تعز الدكتور صادق الشجاع لبي بي سي وصول 350 حالة تسمم بالغاز وعشر حالات أصيبت بالرصاص الحي الى المستشفى الميداني خلال نصف الساعة الماضية.
يذكر أن قوات من الجيش انتشرت منذ الامس في مدينة تعز بعد انسحاب قوات الأمن.
وكان 15 شخصا قد قتلوا وجرح 13 في المدينة الاثنين.
وفي مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر هاجم مدنيون يعتقد السكان أنهم من البلطجية المكلفين من قوات الأمن ، هاجموا آلاف المحتجين الذي كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي.
وقد قتل ستة أشخاص بالرصاص وأصيب 30 شخصا بطعنات من آلات حادة بينما أصيب 270 آخرون بفعل الغاز المسيل للدموع.
وبلغ مجموع القتلى في الاحتجاجات حتى الآن مئة شخص ودعت منظمة هيومات رايتس ووتش الثلاثاء الولايات المتحدة وحكومات أخرى الى تعليق إمداداتها العسكرية لليمن.
مبادرة المعارضةمن ناحية أخرى أبدى الشبان المعتصمون بساحة التغيير تحفظهم على مبادرة المعارضة اليمنية لعدم تضمنها اشارة الى رحيل فوري للنظام ورفض اي مبادرات لا تنص على رحيل فوري للرئيس وأقاربه.
وتحدت شباب ما تسمى بثورة التغيير السلمي عن ثغرات في المبادرة قد تتيح لأنصار النظام الالتفاف على أهداف الثورة وتخريب اي مكونات مستقبلية لمرحلة ما بعد تسليم السلطة.
وكانت مبادرة المعارضة الأخيرة تجاهلت الاشارة الى مصير الرئيس وأقاربه بعد نقله سلطاته الى نائبه كما تنص المبادرة.
وفي نفس السياق أبدت المعارضة اليمنية استعدادها لإجراء محادثات في السعودية حول نقل السلطةن حسب ما صرح به المتحدث باسمها محمد قحطان.
وقال قحطان لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات في الرياض, "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة, رحبنا وقلنا سنحضر, ولكن لبحث نقل السلطة فقط".
واضاف "ان البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة, كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة".
وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه.
وقال "نحن مع اي خيارات او تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن وسريع, اما بالنسبة للحوار الوطني, فهو لا يمكن ان يتم الا في ظل الوضع الجديد, اي مع رئيس جديد".
واضاف "يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب", مشيرا بذلك الى مبادرة المعارضة التي نصت على اطلاق حوار حول مرحلة انتقالية بعد تسليم صالح السلطة الى نائبه.