بعد أكثر من ثلاثين سنة من أعمال التنقيب، نجح فريق من الباحثين الروس في بلوغ بحيرة فوستوك الغامضة المطمورة تحت أربعة كيلومترات تقريبا من الجليد في القارة القطبية الجنوبية أنتارتيكا، على ما قال مصدر مقرب من الأوساط العلمية الاثنين لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء.
واكتفى هذا المصدر بإعلان الآتي "في الأمس (الأحد)، انتهى علماؤنا من أعمال التنقيب وبلغوا سطح البحيرة الواقعة على عمق 3768 مترا" تحت الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي.
ويشار إلى أن بحيرة المياه العذبة هذه المطمورة تحت الجليد منذ ملايين السنين قد تضم أشكالا من الحياة لا تزال غير معروفة حتى اليوم. ويبلغ طول البحيرة 250 كيلومترا وعرضها 50 كيلومترا أي أن مساحتها 12500 كيلومتر مربع.
وقد استؤنفت أعمال التنقيب في كانون الثاني/يناير بعد أن علقت سنة 1998 عندما تم الوصول إلى عمق 3580 مترا أي 188 مترا فوق طبقة الماء.
واتخذ قرار التعليق بناء على سلسلة نداءات أطلقها المجتمع الدولي مطالبا بالانتظار إلى حين تطوير تكنولوجيات تنقيب أكثر أمانا بغية تفادي أية كارثة بيئية.
وكان وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي يوري تروتنيف قد أعلن السنة الماضية "ينتظرنا حدث عالمي في العام 2012 ألا وهو بلوغ مياه بحيرة فوستوك العائدة إلى 30 مليون سنة. لم ينجح أحد بعد في الوصول إلى هذا العمق تحت سطح الأرض".
وبحسب الباحثين الروس، فإن تحليل العينة الجليدية ومياه البحيرة سيسمح للمتخصصين بتوقع التغيرات المناخية الطبيعية في الألفيات المقبلة.