يستهدف البرد الحيوانات أيضا الأليفة والوحشية على حد سواء، وخصوصا الاكبر سنا منها... فهي تماما كما الانسان بحاجة إلى كميات أكبر من المياه والغذاء بالإضافة إلى الدفء.
تشهد أوروبا منذ أسبوع موجة برد قارس أدت إلى وفاة 220 شخصا على أقل تقدير مع حرارة تتراوح في الليل ما بين 25 و 30 درجة مئوية تحت الصفر، وفي النهار ما بين 16 و 21 درجة مئوية تحت الصفر.
ويحذر الأطباء البيطريون من الطقس البارد والجاف الذي يؤدي إلى إصابة الحيوانات بالجفاف وإلى حرقها المزيد من السعرات الحرارية لا سيما عندما تكون في الخارج.
وتقول الطبيبة البيطرية سيلين موسور "تكون الأولوية بإعطاء كميات كبيرة من المياه لكل الحيوانات من هررة وكلاب وأبقار وعجول وخنازير. ويقدم الماء الساخن للحيوانات التي تعيش في الهواء الطلق بغية تفادي تجلده".
والحيوانات تعاني من التغيرات في درجات الحرارة. فينبغي مثلا "أن تلف الكلاب بمعاطف عند اصطحابها في نزهة خصوصا عندما تكون صغيرة في السن مع وبر قليل أو عندما تكون هرمة حتى ولو كان وبرها كثيف"، على حد قول الطبيبة.
وتتابع سيلين موسور "كلما ازداد احتكاك الحيوان بالإنسان، ازداد شعوره بالبرد! فكلب شيواوا يشعر بالبرد مثلا اكثر من كلب هسكي".
ويوصى بدهن مرهم على القوائم بغية تفادي التشققات الناجمة عن البرد.
إلى ذلك يجدر زيادة كمية الطعام ثلاث مرات للكلاب والهررة التي تعيش في الهواء الطلق، ومضاعفتها مرات عدة لبقية الحيوانات.
من جهة أخرى لا داعي لتغطية الأحصنة إذ أنها تتمتع بوبر كثيف، لكن ينبغي أن يقدم لها المزيد من الماء والعلف يوميا.
أما البقرة فهي الحيوان الوحيد الذي يشذ عن القاعدة وهي على حد قول البيطرية سيلين موسور، "مدفأة بحد ذاتها. فهي لا تشعر بالبرد أبدا بفضل حرارة جسمها التي تسجل 39 درجة".
في حديقة حيوانات تواري (غرب فرنسا) التي تفتح أبوابها من جديد السبت أمام الزائرين، تشتد وطأة البرد على الفيلة والنعام وأورال كومودو.
ويخبر بول دو لا بانوس مدير الحديقة "نادرا ما تخرج الفيلة والنعام في الشتاء. ويجدر الحرص على ألا يصيب الجليد خرطوم الفيل وألا تكسر النعامة واحدة من قائمتيها".
في المقابل، تحبذ الدببة والثيران الوحشية الأوروبية ودببة الباندا الحمراء البرد القارس.
ويشرح المدير "قد اعتادت هذه الحيوانات على فصول الشتاء القارسة في بلدانها الأصلية. ونحن لا نقوم بأي تدابير خاصة من أجلها، باستثناء تقديم كميات كبيرة من المياه".
ومن بين الحيوانات الوحشية جميعها، تعتبر الحيوانات الزاحفة هي التي تعاني أكثر من سواها من جراء البرد. ويوضح المدير "أورال كومودو هي حساسة جدا، شأنها في ذلك شأن الحيوانات من ذوات الدم البارد. وينبغي ألا تنخفض الحرارة في الحظائر إلى ما دون 22 درجة، وإلا فقد يكون ذلك فتاكا".
من جهتهم، أطلق المدافعون عن حقوق الإنسان نداء لمساعدة الطيور في أيام البرد هذه.
ويشرح ستيفان لامارت رئيس جمعية تحمل اسمه "يتعذر على الطيور تأمين القوت عندما يكسو الجليد الأرض. وهي تنفق في الشتاء، ليس من البرد بل من الجوع".
فيوصي بوضع القليل من الطعام (زبدة أو فضلات) بالإضافة إلى ماء فاتر على حافات النوافذ وفي الحدائق بعيدا عن متناول الهررة.
ويقول "من واجبنا جميعا حماية هذه الحيوانات كلها من البرد وإطعامها وتأمين الماء لها. فهي تنفق في أيام الصقيع هذه".
وقد دعت رابطة حماية الطيور الفرنسية الجمعة إلى "مساعدة" الطيور فطلبت من المواطنين أن يضعوا لها أوعية غذاء خاصة، كما سألت السلطات تعليق صيد طيور السمنة والحمام.