نيل باودلر
مراسل بي بي سي للشؤون العلمية والصحية
تقول دراسة حديثة إن أعداد الوفيات بسبب الإصابة بمرض الملاريا حول العالم قد تكون ضعف آخر التقديرات السابقة.
وتفيد الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت" أن نحو 1.24 مليون شخص توفوا من المرض عام 2010، ويمثل هذا الرقم تقريبا ضعف العدد الذي نشرته منظمة الصحة العالمية في نفس العام، والذي قدر أعداد الوفيات بـ 655,000 شخص.
وعلى الرغم من هذا، فإن الأرقام الواردة في الدراسة، وتلك الواردة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن معدلات الوفاة عالميا بسبب هذا المرض في انخفاض مستمر.
وقد استخدمت الدراسة بيانات جديدة، ونماذج إلكترونية حديثة على الكمبيوتر، لبناء قاعدة بيانات تاريخية للمرض بين عامي 1980 و 2010.
ولاحظ الباحثون أنه في الوقت الذي كان فيه معظم الوفيات بين الأطفال الأصغر سنا في افريقيا، فإن هناك نسبة أعلى من الوفيات بين الأطفال الأكبر سنا والبالغين، أكثر مما كانت عليه التقديرات السابقة.
وقد زاد عدد الوفيات إلى 433,000 شخصا بين الأطفال فوق سن الخامسة، والبالغين في عام 2010، عن العدد الذي ذكرته منظمة الصحة العالمية.
وقال كريستوفر موراي، من جامعة واشنطن في سياتل، الذي قاد فريق البحث، "نتعلم في المدرسة الطبية أن الأشخاص الذين يتعرضون للملاريا، وهم أطفال، تتكون لديهم حصانة ضد المرض، ولذلك فمن النادر أن يموتوا بسبب المرض وهم كبار".
وأضاف موراي "ولكن ما توصلنا إليه من سجلات المستشفيات، وسجلات الوفيات، والأبحاث والمصادر الأخرى، يظهر أن ذلك ليس هو الوضع الآن".
واختتم الباحثون دراستهم بأنه ليس من الممكن –على المدى القصير- استئصال مرض الملاريا.
توزيع الأرقام
وقال محرر المجلة العلمية، ريتشارد هورتون لـ بي بي سي "الآن ليس لدينا بالفعل أي أرقام أولية يمكن الاعتماد عليها للوفيات من مرض الملاريا في بعض المناطق الأكثر إصابة به في العالم".
وقال هورتون "منذ عام 2004، انخفض عدد الوفيات من مرض الملاريا بمقدار الثلث. وكان هذا هو الوقت الذي قام فيه الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، والسل، والملاريا، بالعمل الفعلي".
و قال ديفيد شيلنغبيرغ -من معهد لندن للصحة والطب الاستوائي في تعليقه على الدراسة الجديدة- إن الباحثين ذهبوا إلى مدى متقدم في جمع المعلومات من مصادر مختلفة، وفي إعادة ضبط جودة البيانات غير الكافية.
وقامت الدراسة الجديدة باستخدام مجموعة من الإجراءات من أجل الحصول على تقديرات أفضل لحالات الوفاة من مرض الملاريا على المستوى العالمي.
وفحصت مجموعات من البيانات، وإنشئت كذلك نماذج من برامج الكمبيوتر، اعتمدت على مجموعة من العناصر، مثل معدلات انتقال العدوى، وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، ومقاومة الجراثيم للأدوية، وعدد من العناصر الأخرى.
وتضمن العمل أيضا محاولة الحكم على تأثير سوء تصنيف حالات الوفاة في المناطق المصابة. وأدت إعادة النظر في تلك التصنيفات إلى زيادة في نسبة الوفيات بسبب المرض بما يعادل 21 في المئة.