متانة بيوت العنكبوتية لا تعود إلى خيوطهاالحريرية فحسب، ففي حال تعرضها لصدمة تسمح لها بنيتها بالتخلي عن جزء محدود منها للحفاظ على الجزء الاكبر ما قد يشكل مصدر وحي للمهندسين، على ما جاء في دراسة جديدة.
وشرح الباحثون في مجلة "نيتشر" البريطانية العلمية أن هذه التركيبة "تسمح للعنكبوت بترميم الشبكة بدلا من إعادة بنائها" علما أن بناء البيت او الشبكة يتطلب طاقة كبيرة يتعذر على العنكبوت بذلها في أي وقت كان.
ولطالما اشتهرت خيوط الحرير بصلابتها ومتانتها غير أن مزاياها الاخرى في بيت العنكبوت كانت لا تزال "مجهولة"، على حد قول ماركوس بويلر القيم على هذه الأبحاث من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وقام فريق الباحثين بالاستناد إلى عمليات مراقبة على الارض ومحاكاة حاسوبية بتحليل بنية شبكة العنكبوت واستجابتها للضغوطات المختلفة من قبيل سقوط غصن صغير او هبوب عاصفة.
وقد ذكر ماركوس بويلر بأن خيوط بيت العنكبوت هي "أكثر متانة من الفولاذ" بالمقارنة مع وزنها.
وتتألف بيوت العنكبوت المتواجدة في الحدائق والمرائب من عدة انواع من الحرير منها نوعان جد مهمان لتكامل التركيبة هما الخيوط الغروية المطاطية الملولبة من الوسط إلى الأطراف التي تسمح بالتقاط الفريسة والأسلاك الحريرية الصلبة والجامفة التي تنطلق من وسط الشبكة.
ويلعب حرير هذه الاسلاك المتميز بتركيبته الصلبة والمرنة دورا أساسيا في مواصفات المزايا الميكانيكية للبيت برمته.
وفي حال حدوث أي ضغط كبير، تتفاعل الشبكة برمتها لكن كل نوع من الخيوط يخفف الأثر على طريقته.
ومهما كان نوع الخيط الذي يخضغ لضغط ميكانيكي كبير فهو وحده الذي ينقطع وتصان بقية الشبكة، على ما شرح الباحثون.
وتساهم البروتينات التي يتألف منها الحرير في امتصاص الصدمة قبل ان تؤدي الاحتكاكات إلى تمزق الشبكة.