لا تملك إلا أن تحترم ما جاء على لسان المطرب الشعبي سعد الصغير فى حواره على فضائية الحياة أمس الأول من أنه قرر خوض لعبة الترشح للرئاسة ليثبت أن المسألة مبتذلة شكلا وموضوعا، وأن القواعد المنظمة لهذا السباق مهينة وهذلية.
إن هذا الكلام الكبير من مطرب شاب تعامل الجميع مع إعلان ترشحه باعتباره نكتة ينبع من الفطرة السليمة، ولا يحتاج إلى نظريات سياسية مقعرة أو محدبة، ذلك أن المشهد كله ينتمى إلى دراما سياسية ركيكة، لا هى كوميديا، ولا هى تراجيديا، وإنما بناء شائه.
لقد أثبت مطرب أن قواعد اللعبة إنما وضعت هكذا من أجل إنتاج حالة إسفاف سياسية، تجعل انتخابات الرئاسة أشبه بسيرك متواضع فى مولد يعج بكل أشكال الدروشة، فإن يكون معيار الوصول إلى حلبة السباق جمع 30 ألف توكيل، بصرف النظر عن شخصية صاحبها فتلك مسألة بسيطة للغاية فى ظل ظروف اجتماعية واقتصادية شديدة الصعوبة. الطلبات
والواقع أن كل شىء يدور بعيدا عن معيار الكفاءة و الملاءمة لأن العشوائية والبلادة تحكمان وتتحكمان فى كل تفاصيل الأوضاع الراهنة.
وبتعبير المطرب الذى طالما وصف بأنه يقدم فنا مبتذلا فإن ترشحه هو أو غيره ليس هو ما يهين منصب الرئيس، بل إهانة الذين وضعوا هذه القواعد والشروط . الطلبات
وما قاله سعد الصغير هو تعبير فطرى بسيط عن قضية سياسية كبرى، سبقه إليها كثيرون ، ودفعت شخصية بحجم وقيمة الدكتور محمد البرادعى إلى أن ينفض يديه من هذا التلوث السياسى، وينأى بنفسه عن محيط من العبث والتهريج.
وحتى وإن بدا سعد الصغير مروجا بقصد أو بدون بقصد- لأسماء بعينها من المرشحين هم الأبعد عن روح الثورة، فإن ما ساقه من مبررات لدخول سباق التوكيلات يبقى شيئا جيدا ومقبولا.
وليت الذين تجرى الآن محاولات مكثفة لإقناعهم بالعودة إلى جمعية الإخوان التأسيسية لكتابة الدستور يتعلمون من درس سعد الصغير، وهو درس بسيط للغاية من كلمات أكثر بساطة . الطلبات
وطالما بقى منطق الاستعلاء والمغالبة والإعجاب بالكثرة سيد الموقف، فإن أبسط قواعد الاحترام تقتضى ألا يتراجع المنسحبون عن موقفهم، بعد التلويح بإغراءات وتنازلات عمادها عمليات إحلال وتبديل وتعديل فى الحصص.
إن تحدى وضع الدستور هو أخطر ما يواجه مصر فى المرحلة المقبلة ، وعليه لا يصح أبدا أن تكون المسألة رهنا لمساومات وإغراءات وتنازلات...
المصدر منتديات وسط البلد