أولى بشائر انتصار معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى تهل علينا، ببداية رضوخ ما تسمى "مصلحة السجون" وبدء استجابة لمطالب الحركة الأسيرة الفلسطينية، بقيامها بإخراج عميد الأسرى المعزولين محمود عيسى والأسير وليد خالد من العزل الانفرادي، كما انتصر من قبل الأسير المحرر خضر عدنان والأسيرة المحررة هناء شبلي وإنهاء معاناتهم مع الاعتقال الإداري، ليصبحوا بذلك عنونًا لزمن زوال وانتهاء تفرد مصلحة السجون بالأسرى وإذلالهم وعزلهم.
معارك قوتها بالإضراب
المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، أوضح أن إخراج الاحتلال لاثنين من الأسرى هو عملية تكتيك للتغلب على الإضراب، وأنه سيقدم أيضًا بعض التنازلات البسيطة التي لا تحل مشاكل الأسرى، فهو أخرج اثنين من العزل الانفرادي ولم ينه العزل، وأخرج اثنين من الاعتقال الإداري ولم ينه هذا القانون.
وقال قاسم في تصريح خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" السبت (12-5): "إن في تاريخ الإضرابات التي قامت بها الحركة الأسيرة لم يخضع الاحتلال لكل المطالب، وهذا متعلق بحجم الإضراب ومدى صمود الأسرى، وأحيانًا يكون الضغط الدولي عاملاً مساعدًا، ويصبح الضغط الدولي أقوى إذا سقط شهداء من الأسرى المضربين وهذا وارد، وبذلك تصبح الضجة الإعلامية أكبر وحجم المساندة أقوى ويشكل ضغط على الاحتلال للمسارعة للاستجابة لمطالب الأسرى".
وأشار المحلل السياسي إلى أن كل المعارك التي يخوضها الأسرى قوتها في الإضراب عن الطعام، لأنه أقوى سلاح يمتلكه الأسرى في فرض إرادتهم وإنهاء السياسات التعسفية بحقهم، ويجب تدعيم هذا السلاح من خارج السجون من خلال خطف جنود ومبادلتهم بأسرى، واتخاذ إجراءات من السلطة الفلسطينية بإلغاء المفاوضات والتنسيق الأمني، وعلى الدول العربية أن تقطع علاقاتها مع الكيان.
تأثير قوي
من جهته؛ الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الصهيونية، أكد أن إضراب الأسرى كان له تأثير قوي على هذا القرار، وأن مصلحة السجون تحاول أن تبدي مرونة مع الأسرى حتى لا تتفاقم الأوضاع داخل السجون وتؤدي إلى استشهاد أسرى مضربين وبالتالي تكون هناك انتفاضة من أجل الأسرى.
وقال أبو عامر "إنه ليس هناك إشارات إيجابية لانصياع الاحتلال لكل المطالب، ولكن إذا استمر صمود الأسرى سيحصل تنازل من قبل إدارة السجون، وهذا يتعلق بحجم الرأي المساند للأسرى من خارج السجون".
وأوضح أن المعركة بين الأسرى والاحتلال هي معركة حقيقية، وغير مسبوقة من العناد في وقت تكون حكومة الاحتلال أكثر يمينية وتطرفًا.
وبعد إخراج أسيرين من العزل الانفرادي تستمر معاناة 17 أسيرًا لا زالوا في العزل هم:حسن سلامة، عاهد أبو غلمة، وأحمد سعدات، وعباس السيد، ومحمد عرمان، وجمال أبو الهيجا، وعبد الله البرغوثي، وأحمد المغربي، ومحمود العارضة، ورزق رجوب، وصابر أبو ذياب، وإبراهيم حامد، زباجس نخلة، وضرار السيسي، ومنذر الجعبة، ورائد أبو ظاهر، ومعتز حجازي.