أصدر مركز "بيو" الأمريكى للأبحاث تقريراً أكد فيه أن الحريات الدينية تتراجع بشكل أكبر فى عدد متزايد من دول العالم، وأن مضايقة وتخويف الجماعات الدينية قد زاد.
وتتبع تقرير المركز الأمريكى التغييرات التى طرأت على التسامح الدينى خلال منتصف عام 2010، ورغم أن النتائج مبنية على بحث تم قبل فترة من الاحتجاجات العنيفة التى اندلعت مؤخرا على الفيلم المسىء للإسلام، إلا أنها تسلط الضوء على زيادة التوتر بشأن العقائد.
ويوضح التقرير أن القيود الحكومية على الدين فى جميع أنحاء العالم أعلى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولاسيما فى فترة ما قبل الربيع العربى، بما يسلط الضوء على الأسباب التى أشعلت العداوات فى المنطقة، وأدت إلى صعود الإسلام السياسى بعد الثورات.
ويشير التقرير إلى أن القيود الحكومية على الدين كانت "مرتفعة" أو "مرتفعة للغاية" فى أغلب دول الربيع العربى، حيث ساهم فى قمع الحركات الإسلامية فى الثورات، ودفع فيما بعد بالإسلاميين إلى السلطة السياسية.
وبالنسبة لمصر، وجد التقرير أن القيود كانت مرتفعة بالفعل وزادت أكثر بين عامى 2009 و2010، أى فى العام الذى سبق قيام الثورة، ويؤكد التقرير على أن القيود الحكومية على الدين والعداء للجماعات الدينية كانت أكبر فى الشرق الأوسط ولا سيما فى مصر. وفى تونس، كانت القيود "مرتفعة" فى وسط عام 2009، وأصبحت مرتفعة للغاية بعدها بعام حتى بدأت الثورة بنهاية عام 2010.
وتقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إنه فى كل منطقة فى العالم، كانت القيود الحكومية أو العداء للجماعات الدينية أو كليهما فى حالة صعود، ورأى الباحثون بمركز بيو أن القيود تشمل حظر الحكومات لمعتقدات معينة أو منع التحول من دين إلى آخر، وعنف الحشود ضد جماعات دينية والمضايقات بسبب المعتقدات الدينية.
ولم يكشف التقرير عن زيادة التعصب الدينى فى دول تشهد توترات دينية مثل إندونيسيا أو سوريا فقط، ولكن أيضا فى بعض الدول المقيدة بشكل أقل للحريات الدينية كالولايات المتحدة وسويسرا.
ووصلت المضايقات التى يتعرض لها المسيحيون واليهود والبوذيون وجماعات أخرى كالسيخ والبهائيين والديانات الشعبية إلى أعلى مستويات فى بعض الدول التى شملها الاستطلاع، منذ أن بدأ مركز بيو فى تتبع الظاهرة قبل ثلاث سنوات، كما زاد التخويف الذى يتعرض له المسلمون أيضا.
ومن الدول التى زاد بها التعصب الدينى وتحدث عنها التقرير كل من إندونيسيا وروسيا وأفغانستان وميانمار وإيران وفيتنام وباكستان والهند وبنجلاديش ونيجريا. وتضع الصين أيضا قيودا شديدة على الدين. أما كوريا الشمالية، ورغم أنها معروفة بأنها قمعية للغاية، إلا أن القليل من المعلومات متاح عنها فى هذا الشأن.
أما عن دول التى ينخفض فيها مستوى تقييد الحريات الدينية، فتشمل الولايات المتحدة والبرازيل واليابان وإيطاليا والكونغو الديمقراطية.
المصدر وسط البلد